اطفالنا والتكنولوجيا ~



























الألعاب الإلكترونية وأثرها على الأطفال: استكمالاً لما بدأناه في الأسبوع الماضي من الحديث عن أثر التقنية في حياة الناشئة ولما لهذا الموضوع من أهمية بالغة في حياة كل منا، نسلط الضوء الآن على شريحة غالية علينا ألا وهم فلذات أكبادنا «الأطفال».  لقد أثرت التكنولوجيا على عقول أطفالنا وطريقة حياتهم. وذلك عن طريق الألعاب التي لا حصر لها وقد انتشرت هذه الألعاب بسرعة هائلة في المجتمعات العربية بوجه عام والخليجية بوجه خاص، حتى أنها أصبحت جزءًا من غرفة الطفل ولا نبالغ إن قلنا إنه قد لا تجد بيتاً يخلو منها بل أصبح الآباء والأمهات يصطحبونها معهم أينما ذهبوا مما يزيد الأطفال إدمانًا عليها.
التكنولوجيا وعزلة الطفل: إن جلوس الطفل أمام شاشة الكمبيوتر  لفترات طويلة يمكن أن  تجعله منعزلاً وغير اجتماعي وذلك لأنه يتعامل مع جهاز، والجهاز لا يصنع المواقف الاجتماعية والوجدانية، ولكننا قد نجعل هذا الجلوس مجرد أداة للتسلية وتنمية الخيال فقط،  وذلك إذا اختيرت المادة المناسبة، أما الذي يصنع طفلاً غير اجتماعي فهو الوسط الذي يعيش فيه، والتنشئة الاجتماعية لكن إذا جُعل هناك مزج بين التنشئة الاجتماعية الصحيحة وبين تنمية الخيال الواقعي لما يشاهده الأطفال فهذا هو المطلوب، ولأن الخيال الواقعي يمكن أن يوفر للطفل التنقل عبر بيئات مختلفة قد يصعب على الأهل توفيرها له كالتنقل بين الصحاري والمحيطات والأجواء عبر استخدام الألعاب المختلفة  ينعكس ذلك بشكل إيجابي على خيال الطفل وذلك إذا استخدم بشكل مقنن، ويجب ان لا نعتمد اعتماداً كلياً على الألعاب الإلكترونية  في تنمية خيال الطفل بل يمكن  تنمية  مدارك الطفل وخياله بالأشياء الموضوعية والواقعية مثل اللعب  بالمكعبات وألعاب الرياضة الخفيفة مثل تنس الطاولة، وكرة القدم والسباحة. حتى نستطيع أن ننشئ طفلاً اجتماعيًا يتوافق مع نفسه وأسرته ومجتمعه، ويستطيع أن يعيش حياة مستقرة تنعكس على تكيفه مع الحياة بكل مجالاتها.العنف والأنانية: قد تصنع بعض الألعاب الإلكترونية  طفلاً عنيفًا، وذلك لما تحويه من مشاهد عنف يرتبط بها الطفل، وينعكس ذلك على أسلوب تصرفاته في مواجهة المشاكل التي تصادفه وقد يلجأ إلى العنف لحلها، وقد أثبتت الأبحاث التي أجريت في بعض الدول المتقدمة على  وجود علاقة بين السلوك العنيف للطفل ومشاهد العنف التي يراها، كما أنها تصنع طفلاً أنانيًا لا يفكر في شيء سوى إشباع حاجته من هذه اللعبة، وكثيرًا ما تثار المشكلات بين الإخوة الأشقاء حول من يستخدم الألعاب مثل البلاي ستشين «play Station )» والإكس بوكس  ْ Xbox؟ على عكس الألعاب الشعبية الجماعية التي يدعو فيها الطفل إخوانه وأصدقاءه للعب معه.
 
تأثير الألعاب الإلكترونية على صحة الطفل: قد يكون للألعاب الإلكترونية تأثير سلبي كبير على صحة الأطفال، لأنها قد تؤدي إلى ما يلي: – ضعف النظر نتيجة تعرضه لمجالات الأشعة الكهرومغناطيسية  قصيرة التردد المنبعثة من شاشات الكمبيوتر والتلفاز التي يجلس أمامها ساعات طويلة أثناء ممارسته اللعب. – تعرض الجهاز العضلي والعظمي للإرهاق نتيجة الجلوس فترات طويلة وبوضعية واحدة لساعات طويلة.-  يشكو العديد من الأطفال من آلام الرقبة والعمود الفقري. – سوء التغذية، فالطفل لا يشارك أسرته في وجبتي الغداء والعشاء فيتعود الأكل غير الصحي في أوقات غير مناسبة للجسم. – أظهرت دراسة علمية أن ألعاب الكمبيوتر لها أضرار كبيرة على عقلية الطفل، فقد يتعرض الطفل إلى إعاقة عقلية واجتماعية إذا أصبح مدمناً على ألعاب الكمبيوتر وما شابهها. – أكدت دراسة نشرت نتائجها مؤخرًا أن ارتفاع حالات البدانة في معظم دول العالم يعود إلى قضاء فترات طويلة أمام التلفاز أو الكمبيوتر. وتبين أن معدلات أوزان الأطفال ازدادت في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ، كما أن هناك انخفاضاً حاداً في اللياقة البدنية لديهم.  – أثبتت البحوث العلمية للأطباء أن الومضات الضوئية المنبعثة من الفيديو والتلفاز قد تسبب نوعاً نادراً من الصرع، وأن الأطفال أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض حيث يمكن أن يعانوا من تشنجات ونوبات صرع فعلية.
 الآثار الإيجابية للألعاب الإلكترونية: للألعاب الإلكترونية  دور كبير في تطوير قدرات الأطفال ، حيث تكسبهم الثقة في النفس عند الفوز فيها. كما أن لها دوراً تربوياً إيجابياً يتمثل في تعلم الأطفال مهارات مثل الكتابة والدقة والمتابعة والتركيز والحساب، وتساعد على تنشيط الذاكرة وتولد الفكر الإبداعي لديهم وتساعد في تمكين الأطفال من التعبير عن مشاعرهم وعلى التحكم في غضبهم  ويمكن أن تساهم هذه الألعاب في تنمية مهارة القيادة لدى الأطفال لأن الطفل يتعود منذ الصغر على القدرة على اتخاذ القرار لأن معظم الألعاب تمنح الطفل عدة خيارات أثناء اللعب وتمنحه حرية التحكم في مسارها، ونظراً للسرعة الفائقة التي تمتاز بها هذه الألعاب يتطلب التعامل معها السرعة في اتخاذ القرارات وذلك لمواكبتها وتحقيق التفاعل التام معها، وهذه إضافة إيجابية تضاف إلى رصيد  الطفل القائد.
دور الأسرة:  مما مضى نستخلص أن مسؤولية شغل أوقات الفراغ لدى الأطفال  تقع على عاتق الوالدين، وهذا يحمل الأسرة العبء الأكبر في  اختيار الألعاب  المفيدة والمسلية للأطفال بما يتناسب مع أعمارهم  ويجب أن لا تكون مضرة بدينهم وبأجسادهم، ويستحسن تقنين استخدامها بشكل مناسب  وتحديد أوقات محددة لها وذلك لتلافي أضرار هذه الألعاب، وأن لا يكون اللعب بها إلا بعد الانتهاء من الواجبات المدرسية، وأن لا تشغلهم عن وجبات الطعام اليومية، ويجب أن يقضي الطفل جزءاً من وقته في ممارسة الأنشطة اليومية في الهواء الطلق مع أصدقائه وإخوانه، قال صلى الله عليه وسلم «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» فلنتقِ الله تعالى في أطفالنا ولنوجههم التوجيه الصحيح.
 
 

 
 
 
 
 

مخاطر الأجهزة على صحة  الاطفال :

اضرار ننتج من التطور التكنولوجي الذي يشهده عالمنا المعاصر أجهزة وألعاباً مختلفة، أصبحت في متناول أوساط اجتماعية عديدة في الوطن العربي، وبخاصة الأطفال والمراهقين، مثل الايباد والبلاك بري والايفون والكمبيوتر وألعاب الليزر، وحرصت أسر عديدة على توفير هذه الألعاب الالكترونية لأبنائهم، دون أن تعلم أن الادمان على هذه الوسائل قد يسبب امراضاً عديدة. وعلى الرغم من فوائدها العديدة، إلا أن للأجهزة التكنولوجية واستعمالاتها تأثيرات سلبية منها: -تأثير سلبي على الذاكرة على المدى الطويل. -مساهمتها في انطواء الفرد وكآبته ولاسيما عند ملامستها حد الإدمان. - الجلوس أمام الكمبيوتر لفترة طويلة، قد يجعل بعض وظائف الدماغ خاملة، خاصة الذاكرة الطويلة المدى، بالإضافة إلى إجهاد الدماغ. -الاستعمال المتزايد للتكنولوجيا، قد يزيد من صفات التوحد والانعزالية، وقلة التواصل مع الناس -قد تتسبب الأجهزة التكنولوجية بأمراض عديدة وخطيرة كالسرطان، والأورام الدماغية، والصداع، والإجهاد العصبي والتعب، ومرض باركنسون (مرض الرعاش). - قد تشكل خطراً على البشرة والمخ والكلى والأعضاء التناسلية، وأكثرها تعرضاً للخطر هي العين، الأمر الذي يجدد التساؤلات حول كيفية التعامل مع هذا العصر التكنولوجي في الوقت الذي يوسع فيه قاعدة مستخدميه على مستوى العالم بسرعة هائلة.

تكنولوجيا التعليم
 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق