الطفل والمدرسة

عندما يرفض الطفل المدرسة ..
ماذا نفعل ؟!


ما هي أهمية تجربة دخول المدرسة للطفل والأسرة والمجتمع؟

تعد تجربة دخول المدرسة لأول مرة تجربةً هامةً جداً للطفل، لأنه يتعلم منها أنه يستطيع البقاء لوحده في مجتمعٍ واسع غريبٍ عنه ليس فيه ماما أو بابا أو أحداً من أفراد أسرته، فتقوى نفسه ويشتد عوده. شأنها كشأن خطواته الأولى على الأرض لما مشى لوحده، ونومه في سريره لوحده ، وأكله وشربه بيديه لوحده.
إنها الاستقلالية !! أو ما يدعى بالإنكليزية Autonomy تلك القدرة المهمة جداً للطفل ، التي كلما نمت في نفسه ونضجت زاد معها توقع نجاحه وتميّزه مستقبلاً. فهي كالماء الذي يسقي شجرة الثقة والقدرة في نفسه.
فلقد وجدت دراسات عديدة أن الأطفال الذين عانوا من فشل في دخول المدرسة هم أكثر عرضة مستقبلاً للفشل الدراسي والمصاعب الزوجية والعزلة الاجتماعية وصعوبات العمل مقارنةً بغيرهم من الأطفال الذين نجحوا في دخول المدرسة. كما وجدت الدراسات أن قلق وخوف المدرسة يتحول إلى أشكال أخرى من القلق في الكبر ، بحيث يكثر مراجعة هؤلاء الأشخاص للعيادات النفسية مستقبلاً.

ولكن قد يرفض الطفل المدرسة فماذا نفعل ؟!


والجواب ببساطة: ندخله المدرسة ! وكل تأخير يوم يزيد الطين بلة ، ويزيد صعوبة الموقف ويصّعد القلق من المدرسة في داخله ...
ولكن كيف ندخله المدرسة ؟! وقبل ذلك لماذا يرفض المدرسة ؟! وقبل كل شيء ما هي هذه الحالة ؟!

أولاً : ما هي هذه الحالة ؟
خوف الطفل من المدرسة أو رفضه الذهاب إلى المدرسة School Refusal أمر شائع و قد يمر به الطفل في أي وقت خلال حياته , و هو عبارة عن حالة قلق من الذهاب الى المدرسة، و غالباً لا تكون من المدرسة بحد ذاتها!
فهذه الحالة عرضٌ وليس مرض بحد ذاته، ويجب البحث عن المرض الأساسي المسبب لها قبل كل شيء.
ويجب التمييز بين هذه الحالة وحالة التهرب من المدرسة Truancy or Bulling or School Withdrawal بسبب التمرد والعناد عند الطفل.

لذلك يُصنف الأطفال الذين يرفضون المدرسة إلى ثلاث فئات:

1- أطفال يرفضون المدرسة مع أعراض قلق: مثل قلق الانفصال أو الرهاب الاجتماعي (خجل).
2- أطفال يرفضون المدرسة بدون أعراض قلق ، تهرباً أو تسيباً: كنوع من التمرد على سلطة الأبوين ، أو بسبب إهمال الأبوين لهذا الموضوع وتساهل أحدهما أو كليهما.
3- حالات مختلطة قلق مع تهرّب أو تسيب.

ثانياً: هل هو منتشر ؟
تشاهد هذه الحالة عند 2-4 % من الأطفال ، وتشاهد في كافة الأعمار من 5-17 سنة ، إلا أنها تكثر بشكل أساسي في مرحلتين عمريتين:
1- عند سن دخول المدرسة لأول مرة حتى سن 9 سنوات، وأشيع سبب لها هو الخوف على حياة الأبوين أو خوف الانفصال عنهما Separation Anxiety.
2- عند الانتقال من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة المتوسطة أو في المرحلة المتوسطة، وأشيع الأسباب هي الصعوبات الاجتماعية Social Difficulties وخاصة الرهاب الاجتماعي Social Phobia.


ثالثاً: ما هو سبب رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة ؟

ليس سبباً واحداً بل مجموعة من الأسباب. وفي كثير من الأحيان يكون سبب رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة غير معلن به من قبل الطفل وغير متوقع أيضاً.
ولتحقيق نظرة شمولية دقيقة تمحّص جميع الأسباب المحتملة لرفض الطفل المدرسة ، لا بد أن نتأمل في شخصية الطفل نفسها، وكذلك علاقاته في البيت والمدرسة.
بالنسبة لعلاقات الطفل:
في البيت: للطفل علاقات مع: أمه وأبيه وأخوته مع أو بدون الخادمة بصورة دائمة، والأقارب بصورة عابرة مؤقتة.
في المدرسة: للطفل علاقات مع: المعلم ، الزملاء ومنهم الأصدقاء المقربين بصورة دائمة ، المدير والموظفين والمعلمين والأطفال الآخرين والمرشد الطلابي بصورة عابرة مؤقتة.
وبين البيت والمدرسة يوجد طريق مع أو بدون حافلة المدرسة وقد يكون سبب الرفض هنا، فلا يغيب عن البال هذا الجزء.بالاعتماد على هذه الشبكة من العلاقات حسب المخطط نجد أن هناك أسباب كثيرة ومتعددة ، ويمكن تصنيفها إلى أربعة أسباب رئيسية:

1- أسباب تتعلق بالطفل نفسه
سمات شخصية الطفل:
ضعف المهارات النفسية أو الاجتماعية: عدم القدرة على اكتساب أصدقاء مقربين.
ضعف المهارات الدراسية: التقصير في الأداء و التحصيل المدرسي لسببٍ ما.
مستوى الذكاء: قد يكون مستوى الذكاء هو سبب نفور الطفل من المدرسة ، في 3 حالات:
1- ذكاء الطفل مرتفع والمدرسة عادية لا تلبي طموحه في المدرسة، مما يسبب الملل والضجر للطفل من المنهاج و طريقة التدريس.
2- ذكاء الطفل منخفض دون المستوى المناسب، مما يجعل المذاكرة والحفظ شاقة على الطفل.
3- أو أن ذكاء الطفل عادي والمدرسة ذات برنامج صعب يناسب فقط فئة الموهوبين (ممن ذكاؤهم فوق الطبيعي).


أمراض تصيب نفس الطفل:


القلق ( الخوف): ويشمل : قلق الانفصال - الوسواس القهري – نوب الذعر أو القلق الشديد - اضطرابات عدم التأقلم بعد الإجازة الطويلة أو المرض أو تغيير في المدرسة - الرهاب الاجتماعي- رهاب الاختبارات.
أخرى: اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه - الكآبة أو اضطراب المزاج - اضطرابات اللغة كالتأتأة – أحد أنواع صعوبات التعلم كعسر القراءة (ديسلكسيا) – اضطراب أسبرجر Asperger وهو من أنواع طيف التوحد الذي قد لا يُكتشف.
ملاحظة: لكل نوع من هذه الاضطرابات النفسية برنامجه العلاجي الخاص ، والذي لا مجال هنا لذكره .

2- أسباب تتعلق بالعائلة


الأبوين ( أحدهما أو كليهما): مرض شديد - مشاكل عائلية : كانفصال الوالدين أو الطلاق أو العنف المنزلي - الإساءة الجنسية أو الجسدية أو العاطفية للطفل.
الإخوة : الغيرة – ولادة طفل جديد - الإساءة الجنسية أو الجسدية أو العاطفية للطفل .

3- أسباب تتعلق بالمدرسة

المعلمين: طريقة التعليم غير مناسبة – الإساءة الجنسية أو الجسدية أو العاطفية للطفل.
الكادر الإداري: الإساءة الجنسية أو الجسدية أو العاطفية للطفل.
الزملاء: الإساءة الجنسية أو الجسدية أو العاطفية للطفل كالتميز بسبب لون الجلد أو الانتماء الأسري.

4- أخرى:

تتعلق بالطريق الى المدرسة لسبب ما.
أو تتعلق بالمجتمع والحالة العامة: انتشار الشائعات السلبية عبر الإعلام كحالة الخوف من انتشار مرض كإنفلونزا الخنازير مثلاً. الأوضاع السياسية والحروب والثورات والكوارث البيئية.

كيف تتظاهر أعراض الخوف من المدرسة أو رفضها عند الطفل ؟

تختلف حسب عمر الطفل: فالأطفال تحت سن العشر سنوات لم يصل لدرجة من النضج ليعبر عن مخاوفه وقلقه كلامياً وبشكل مباشر، وبالتالي يلجأ للتعبير السلوكي الرمزي أو الجسدي. ومن ناحية أخرى تختلف الأعراض من طفلٍ لآخر من حيث الشكل وشدة الحالة, ونصنف الأعراض المشاهدة إلى قسمين:
أعراض التعبير السلوكي: البكاء والصراخ عند الأطفال الصغار والتعلق بالأهل عند الدخول للمدرسة ، ونوب من الخوف والذعر وضيق الصدر عند الأطفال الكبار و المراهقين ، قضم الأظافر ، مص الإصبع.
أعراض التعبير الجسدي: ألم البطن و ألم المعدة ، الصداع ، الغثيان ، الشعور بالتعب ، تسرع نبضات القلب ، تعدد مرات التبول.
أعراض نفسية:كآبة ، قلق ، نوب فزع ليلية ، وسواس وأسئلة متكررة حول المدرسة.
وأكثر ما تظهر الأعراض عند ذكر المدرسة ومناقشة الطفل في ذلك أو لحظة القرب من المدرسة والشروع في دخولها، أو عند الخلود للنوم مساءاً.






حوف الأطفال من الذهاب للمدرسة ... لا تخضعوا لرغباتهم !





كان هناك الآلاف من الأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة للمرة الأولى، وكذلك هناك الآلاف انتقلوا من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة المتوسطة من الجنسين. مشكلة الخوف من المدرسة إحدى المشاكل التي تواجه كثيرا من الأسر وإن كان الأمر الآن أقل عن ذي قبل، أي قبل عشر أو حتى خمس سنوات.
مشكلة الخوف من الذهاب للمدرسة تبدأ عادة مع الأطفال الصغار دون مقدمات؛ فيفاجأ الأهل في الصباح، وقت الذهاب إلى المدرسة بالطفل يرفض الذهاب إلى المدرسة، ويشكو من آلام في البطن ويبكي وقد يحاول التقيؤ ويُلقي بنفسه على الأرض متلوياً من الألم الذي يدّعيه. هذه المشكلة تجعل الأهل يقعون في حيرة، فكثير من الأحيان يرضخ الأهل لمطلب الطفل ويتركونه يبقى في المنزل، وبعد أن يسمحوا له في البقاء في البيت، تذهب جميع الأعراض الجسدية التي كان يشكو منها الطفل؛ فيتوقف عن البكاء وتذهب آلام البطن أو الصداع وكل ما كان يدّعي بأنه يُعاني منه. هذه المشكلة تجعل الطفل يتمادى في هذا الأمر، ويُكرّر ما فعله في اليوم التالي مما يجعل الأهل يقعون في حيرةٍ في كيفية التعامل مع الطفل الذي يرفض الذهاب إلى المدرسة ويشعرون بأنهم في ورطة من عدم قدرة ابنهم على الذهاب إلى المدرسة مرةً آخرى.


حزن وخوف ما يلبثان ان يتبددا
رفض الذهاب إلى المدرسة يختلف عن الهروب من المدرسة؛ حيث ان الطلاب الذين يهربون من المدرسة يكونون عادةً يُعانون من مشاكل سلوكية في المدرسة وكذلك مستواهم الدراسي أدنى من مستوى الطلاب العاديين، بينما الطلاب الذين يُعانون من مشكلة رفض الذهاب إلى المدرسة يكون ذلك واضحاً للأهل وللمدرسة، وكذلك يكون مستواهم الدراسي جيداً ولا يُعانون من مشاكل سلوكية في المدرسة أو المنزل.

الخوف والقلق يكونان أكثر بين الطالبات مقارنةً بالطلبة
تحدث عادةً مشاكل رفض المدرسة في بداية الدراسة، خاصةً للطلاب المستجدين في المدرسة أو الطلبة الذين ينتقلون من مرحلة إلى مرحلة آخرى، مثل الانتقال من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة المتوسطة. وعادة تكون هناك بعض المخاوف لدى الأطفال الذين يرفضون الذهاب إلى المدرسة مثل أن يكون لدى الطفل خوف على أحد والديه، مثل أن يخاف الطفل الافتراق عن والدته وأن يحدث مكروه لوالدته لو تركها وذهب إلى المدرسة، وهناك بعض الأطفال يخشون أن تموت الوالدة أو الوالد حين يكون هو في المدرسة. عوامل أخرى قد تكون أيضا سبباً في رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة، مثل خوف الطفل من بعض التلاميذ المشاغبين أو من بعض المدرسين أو حتى من بعض الحيوانات، إذا كان في الطريق إلى المدرسة. مشكلة رفض الذهاب إلى المدرسة، ليست مشكلةً سهلة، فبعض الطلبة والطالبات يتوقفون عن الدراسة بشكل كامل ولا يعودون إلى المدرسة مرةً آخرى، ويُصعب حل المشكلة بالنسبة لهؤلاء. تقول إحدى المعلمات إن طالبة في المستوى الثالث ابتدائي توقفت عن الدراسة بشكلٍ كامل بسبب تهديد طالبة آخرى لها بضربها واستخدام العنف ضدها!. في مدارس الأولاد تكون المشكلة أكثر انتشاراً نظراً لأن في بعض المدارس تتكون مجموعات عنيفة يقومون بالاعتداء على الطلاب الآخرين، وهذا قد يكون سبباً لرفض بعض الطلبة الذهاب إلى المدرسة.

الخوف من الذهاب للمدرسة يبدأ عادة مع الأطفال الصغار دون مقدمات
بوجهٍ عام فإن الخوف والقلق يكون أكثر بين الطالبات مقارنةً بالطلبة، كما يقول البروفيسور أيزك ماركس، أستاذ الطب النفسي في معهد الطب النفسي في جامعة لندن، وبذلك يكون هذا القلق والخوف من الذهاب إلى المدرسة عند الفتيات أكثر منه عند الفتيان. وهذا ما لاحظه أكثر العاملين في مجال التعليم، خاصةً في المرحلة الابتدائية والمتوسطة. وكلما تغيّب الطفل أو الطفلة عن المدرسة فترة أطول كلما صعُب عودة الطفلة أوالطفل إلى المدرسة.
كيفية التغّلب على مشكلة رفض الذهاب إلى المدرسة؟
مشكلة رفض الذهاب إلى المدرسة مشكلة تُعاني منها كثير من الأسر وكذلك المدارس، خاصةً في بداية العام الدراسي، حيث ان صعوبة هذه المشكلة قد تُصبح مزمنة ويتوقف الطفل أو الطفلة عن المدرسة بشكل نهائي، أو يُصبح تغيّبه مستمراً عن المدرسة بسبب قلة حيلة الأهل في التغلّب على هذه المشكلة، وفي كثير من الأحيان، خاصةً عند الأطفال الصغار يأتي الوالد أو الوالدة مع الطفل أوالطفلة إلى المدرسة تشجيعاً له على البقاء في المدرسة، وهذا قد يستمر لفترةٍ طويلة تصل إلى شهر أو أكثر!. وهذا يؤثر على حياة الأسرة، فالأب يضطر للتغيّب عن عمله والوالدة قد يكون لديها أطفال آخرون بحاجة لرعايتها وكذلك واجباتها المنزلية. حل مشكلة رفض الذهاب إلى المدرسة يكون بأن لا يخضع الأهل لابتزاز الطفل، فإذا رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة يجب على والده أو والدته إجبار الطفل على الذهاب إلى المدرسة حتى لو كان يبكي ويرمي بنفسه على الأرض أو يشكو من آلام في بطنه أو صداع أو أي ألم عضوي، فيجب أخذه إلى المدرسة وعدم السماح له بالغياب عن المدرسة. يقول البروفيسور أيزك ماركس عن تجربة شخصية له مع ابنه عندما كان طفلاً صغيراً ورفض أن يذهب إلى المدرسة فما كان من البروفيسور إلا أن حمله بالقوة وأخذه إلى المدرسة وأدخله الفصل الدراسي وهو يبكي ورفاقه في الفصل ينظرون له، فتركه وهو غاضب، ويبكي يُريد أن يذهب مع والده إلى المنزل إلا أن البروفيسور أبقاه في الفصل الدراسي وخرج وراقب من بعد ما يحدث، فإذا ابنه بعد فترة قصيرة من الزمن يكف عن البكاء وبعد فترة أخرى اندمج مع رفاقه في الفصل يشاركهم لعبهم وأنشطتهم ونسي المشاعر التي كان يشعر بها في المنزل وهكذا عاد إلى مدرسته دون تأخر عن أي يوم من الدراسة. وينصح البروفيسور أيزك ماركس أهل كل طفل أو طفلة يرفض أو ترفض الذهاب إلى المدرسة بأن لا يخضعوا لرغبات الطفل، ويُجبرون الطفل على الذهاب إلى المدرسة، لأن عدم ذهابه سوف يخلق المشكلة الصعبة في عودته مرةً آخرى للدراسة كما أشرنا في بداية المقال. إذا أعلن الطفل عن سبب معين في رفضه الذهاب إلى المدرسة، عندئذ يجب على الوالد أن يناقش هذا الأمر مع المدرسة ويقوم بالتعاون مع إدارة المدرسة والمعلمين بحل مشكلة الطالب الذي يرفض الذهاب إلى المدرسة بسبب هذه المشكلة.
بعض الأطفال يُعانون من مشاكل، يكون من أعراضها رفض الذهاب إلى المدرسة، مثل أن يكون يُعاني من اضطراب قلق شديد أو رُهاب شديد وربما في هذه الحالة يستدعي علاج المشكلة النفسية التي تمنع الطفل من الذهاب إلى المدرسة، وقد يحتاج الطفل لرؤية أشخاص متخصصين في العلاج النفسي وربما بحاجة لمراجعة طبيب نفسي متخصص في الطب النفسي للأطفال.
ادارة المدارس والمعلمون لهم دور في تبديد مخاوف الطلبة الجدد، والتعاون مع أولياء الطلبة الذين يُعانون من مشكلة رفض الذهاب إلى المدرسة، وأعتقد الآن بأن هذا الأمر يحدث، وأحياناً قد لا يكون التعامل بشكلٍ صحيح، حيث ان المدرسة تسمح للطفل بالتغيّب إذا أبدى أي مشاكل في المدرسة مثل البكاء ورغبته في الذهاب إلى المنزل، ويُفترض أن المعلمين يُحاولون إبقاء الطفل في المدرسة وعدم السماح له بالذهاب إلى منزل بل إبقاؤه في المدرسة لأن هذا يُساعد على التغّلب على مشكلة التغيّب عن المدرسة. إن هذه المشكلة يُمكن التغّلب عليها بالتعاون بين المدرسة والأهل وعدم تركها للتفاقم بإهمال إيجاد حل من بداية المشكلة لأن في ذلك تهديدا لمستقبل الطفل أوالطفلة.
بدأ العام الدراسي قبل بضعة أيام، وبالطبع كان هناك الآلاف من الأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة للمرة الأولى، وكذلك هناك الآلاف انتقلوا من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة المتوسطة من الجنسين. مشكلة الخوف من المدرسة إحدى المشاكل التي تواجه كثيرا من الأسر وإن كان الأمر الآن أقل عن ذي قبل، أي قبل عشر أو حتى خمس سنوات.
مشكلة الخوف من الذهاب للمدرسة تبدأ عادة مع الأطفال الصغار دون مقدمات؛ فيفاجأ الأهل في الصباح، وقت الذهاب إلى المدرسة بالطفل يرفض الذهاب إلى المدرسة، ويشكو من آلام في البطن ويبكي وقد يحاول التقيؤ ويُلقي بنفسه على الأرض متلوياً من الألم الذي يدّعيه. هذه المشكلة تجعل الأهل يقعون في حيرة، فكثير من الأحيان يرضخ الأهل لمطلب الطفل ويتركونه يبقى في المنزل، وبعد أن يسمحوا له في البقاء في البيت، تذهب جميع الأعراض الجسدية التي كان يشكو منها الطفل؛ فيتوقف عن البكاء وتذهب آلام البطن أو الصداع وكل ما كان يدّعي بأنه يُعاني منه. هذه المشكلة تجعل الطفل يتمادى في هذا الأمر، ويُكرّر ما فعله في اليوم التالي مما يجعل الأهل يقعون في حيرةٍ في كيفية التعامل مع الطفل الذي يرفض الذهاب إلى المدرسة ويشعرون بأنهم في ورطة من عدم قدرة ابنهم على الذهاب إلى المدرسة مرةً آخرى.
رفض الذهاب إلى المدرسة يختلف عن الهروب من المدرسة؛ حيث ان الطلاب الذين يهربون من المدرسة يكونون عادةً يُعانون من مشاكل سلوكية في المدرسة وكذلك مستواهم الدراسي أدنى من مستوى الطلاب العاديين، بينما الطلاب الذين يُعانون من مشكلة رفض الذهاب إلى المدرسة يكون ذلك واضحاً للأهل وللمدرسة، وكذلك يكون مستواهم الدراسي جيداً ولا يُعانون من مشاكل سلوكية في المدرسة أو المنزل.
تحدث عادةً مشاكل رفض المدرسة في بداية الدراسة، خاصةً للطلاب المستجدين في المدرسة أو الطلبة الذين ينتقلون من مرحلة إلى مرحلة آخرى، مثل الانتقال من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة المتوسطة. وعادة تكون هناك بعض المخاوف لدى الأطفال الذين يرفضون الذهاب إلى المدرسة مثل أن يكون لدى الطفل خوف على أحد والديه، مثل أن يخاف الطفل الافتراق عن والدته وأن يحدث مكروه لوالدته لو تركها وذهب إلى المدرسة، وهناك بعض الأطفال يخشون أن تموت الوالدة أو الوالد حين يكون هو في المدرسة. عوامل أخرى قد تكون أيضا سبباً في رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة، مثل خوف الطفل من بعض التلاميذ المشاغبين أو من بعض المدرسين أو حتى من بعض الحيوانات، إذا كان في الطريق إلى المدرسة. مشكلة رفض الذهاب إلى المدرسة، ليست مشكلةً سهلة، فبعض الطلبة والطالبات يتوقفون عن الدراسة بشكل كامل ولا يعودون إلى المدرسة مرةً آخرى، ويُصعب حل المشكلة بالنسبة لهؤلاء. تقول إحدى المعلمات إن طالبة في المستوى الثالث ابتدائي توقفت عن الدراسة بشكلٍ كامل بسبب تهديد طالبة آخرى لها بضربها واستخدام العنف ضدها!. في مدارس الأولاد تكون المشكلة أكثر انتشاراً نظراً لأن في بعض المدارس تتكون مجموعات عنيفة يقومون بالاعتداء على الطلاب الآخرين، وهذا قد يكون سبباً لرفض بعض الطلبة الذهاب إلى المدرسة.
بوجهٍ عام فإن الخوف والقلق يكون أكثر بين الطالبات مقارنةً بالطلبة، كما يقول البروفيسور أيزك ماركس، أستاذ الطب النفسي في معهد الطب النفسي في جامعة لندن، وبذلك يكون هذا القلق والخوف من الذهاب إلى المدرسة عند الفتيات أكثر منه عند الفتيان. وهذا ما لاحظه أكثر العاملين في مجال التعليم، خاصةً في المرحلة الابتدائية والمتوسطة. وكلما تغيّب الطفل أو الطفلة عن المدرسة فترة أطول كلما صعُب عودة الطفلة أوالطفل إلى المدرسة.
كيفية التغّلب على مشكلة رفض الذهاب إلى المدرسة؟
مشكلة رفض الذهاب إلى المدرسة مشكلة تُعاني منها كثير من الأسر وكذلك المدارس، خاصةً في بداية العام الدراسي، حيث ان صعوبة هذه المشكلة قد تُصبح مزمنة ويتوقف الطفل أو الطفلة عن المدرسة بشكل نهائي، أو يُصبح تغيّبه مستمراً عن المدرسة بسبب قلة حيلة الأهل في التغلّب على هذه المشكلة، وفي كثير من الأحيان، خاصةً عند الأطفال الصغار يأتي الوالد أو الوالدة مع الطفل أوالطفلة إلى المدرسة تشجيعاً له على البقاء في المدرسة، وهذا قد يستمر لفترةٍ طويلة تصل إلى شهر أو أكثر!. وهذا يؤثر على حياة الأسرة، فالأب يضطر للتغيّب عن عمله والوالدة قد يكون لديها أطفال آخرون بحاجة لرعايتها وكذلك واجباتها المنزلية. حل مشكلة رفض الذهاب إلى المدرسة يكون بأن لا يخضع الأهل لابتزاز الطفل، فإذا رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة يجب على والده أو والدته إجبار الطفل على الذهاب إلى المدرسة حتى لو كان يبكي ويرمي بنفسه على الأرض أو يشكو من آلام في بطنه أو صداع أو أي ألم عضوي، فيجب أخذه إلى المدرسة وعدم السماح له بالغياب عن المدرسة. يقول البروفيسور أيزك ماركس عن تجربة شخصية له مع ابنه عندما كان طفلاً صغيراً ورفض أن يذهب إلى المدرسة فما كان من البروفيسور إلا أن حمله بالقوة وأخذه إلى المدرسة وأدخله الفصل الدراسي وهو يبكي ورفاقه في الفصل ينظرون له، فتركه وهو غاضب، ويبكي يُريد أن يذهب مع والده إلى المنزل إلا أن البروفيسور أبقاه في الفصل الدراسي وخرج وراقب من بعد ما يحدث، فإذا ابنه بعد فترة قصيرة من الزمن يكف عن البكاء وبعد فترة أخرى اندمج مع رفاقه في الفصل يشاركهم لعبهم وأنشطتهم ونسي المشاعر التي كان يشعر بها في المنزل وهكذا عاد إلى مدرسته دون تأخر عن أي يوم من الدراسة. وينصح البروفيسور أيزك ماركس أهل كل طفل أو طفلة يرفض أو ترفض الذهاب إلى المدرسة بأن لا يخضعوا لرغبات الطفل، ويُجبرون الطفل على الذهاب إلى المدرسة، لأن عدم ذهابه سوف يخلق المشكلة الصعبة في عودته مرةً آخرى للدراسة كما أشرنا في بداية المقال. إذا أعلن الطفل عن سبب معين في رفضه الذهاب إلى المدرسة، عندئذ يجب على الوالد أن يناقش هذا الأمر مع المدرسة ويقوم بالتعاون مع إدارة المدرسة والمعلمين بحل مشكلة الطالب الذي يرفض الذهاب إلى المدرسة بسبب هذه المشكلة.
بعض الأطفال يُعانون من مشاكل، يكون من أعراضها رفض الذهاب إلى المدرسة، مثل أن يكون يُعاني من اضطراب قلق شديد أو رُهاب شديد وربما في هذه الحالة يستدعي علاج المشكلة النفسية التي تمنع الطفل من الذهاب إلى المدرسة، وقد يحتاج الطفل لرؤية أشخاص متخصصين في العلاج النفسي وربما بحاجة لمراجعة طبيب نفسي متخصص في الطب النفسي للأطفال.

ادارة المدارس والمعلمون لهم دور في تبديد مخاوف الطلبة الجدد، والتعاون مع أولياء الطلبة الذين يُعانون من مشكلة رفض الذهاب إلى المدرسة، وأعتقد الآن بأن هذا الأمر يحدث، وأحياناً قد لا يكون التعامل بشكلٍ صحيح، حيث ان المدرسة تسمح للطفل بالتغيّب إذا أبدى أي مشاكل في المدرسة مثل البكاء ورغبته في الذهاب إلى المنزل، ويُفترض أن المعلمين يُحاولون إبقاء الطفل في المدرسة وعدم السماح له بالذهاب إلى منزل بل إبقاؤه في المدرسة لأن هذا يُساعد على التغّلب على مشكلة التغيّب عن المدرسة. إن هذه المشكلة يُمكن التغّلب عليها بالتعاون بين المدرسة والأهل وعدم تركها للتفاقم بإهمال إيجاد حل من بداية المشكلة لأن في ذلك تهديدا لمستقبل الطفل أوالطفلة.



هناك عدة أسباب لرفض طفلك أو طفلتك الجميلة الذهاب للمدرسة

أولا : تعود بعض الأسباب لشخصية الطفل مثل :

اضطرابات عدم التأقلم بعد الإجازة الطويلة أو المرض أو تغيير في المدرسة - الرهاب الاجتماعي- رهاب الاختبارات.

ضعف المهارات النفسية أو الاجتماعية وعدم القدرة على اكتساب أصدقاء مقربين.

ضعف المهارات الدراسية والتقصير في الأداء و التحصيل المدرسي لسببٍ ما.

ضعف ذكاء الطفل وعدم قدرته على استيعاب مناهج دراسية تفوق قدراته.

ثانيا: بعض الأسباب تعود للبيت مثل :

علاقته بأبويه ومدى التدليل الزائد عن الحد ، أو العنف والضرب بالبيت وكلاهما متناقضان.

علاقته بإخوته وأقرانه وأقاربه والخادمة ، هل هو متعاون أم ينطوي على نفسه ويكتئب بمفرده ، ويبتعد عن الآخرين 

علاقة إنفصال بين الأبوين أو وجود مشاكل أسرية ومناقشة هذه الأمور على مرأى ومسمع منه.

ثالثا : أسباب تعود للمدرسة مثل :

علاقته بزملائه ، وهل يتعاون معهم أو يتهرب من التعامل مع الآخرين.

علاقته بالمعلمين وهل يجيب على الأسئلة أم يتهرب .

هل يؤدي الفروض والواجبات الدراسية ، أو لايستطيع بسبب عدم قدرته على الاستيعاب.

الإساءة الجنسية أو الجسدية أو العاطفية للطفل (أيا كان من أحد المعلمين أو الإداريين أو القائمين بالخدمة بالمدرسة أو أحد الزملاء).

العلاج

ليس بروشتة ولكن لابد من تهدئة الطفل أو (الطفلة) والمعاملة بحنان وإشعاره بأنه بالبيت وفي أمان تام ومشاركة الوالد في هذه المعالجة الوجدانية ، وعدم إهمالها ، لمعرفة أسباب إضطرابات الخوف والهلع من المدرسة ، والوقوف على هذه الأسباب ومحاولة حلها بشكل جذري ، لأن إهمالها قد يتسبب بمشاكل أكبر بالمستقبل .

في حالة عدم الوصول لحل مع الطفل ، يجب طلب الإستشارة الأسرية والتربوية بلا حرج لعلاج الطفل من هذه الإضطرابات أو الخوف ، أو حمايته من خطر الإعتداء الجسدي أو الجنسي أو الإيذاء البدني بلا تردد أو خجل ، ولابد من علاج الأمر بصبر ووعي شديدين ، وإطلاع الوالد على الأمر حتى يتقاسم معكِ المسئولية .


اسبــاب وطــرق حــل مشكلـــة خــوف الاطفــــال من المدرســــة


ما هــو الخــوف من المدرســـة ؟
هو حالة تصيب غالبا التلميذ المستجد في الصف الأول الابتدائي خصوصاً إذالم يسبق له الالتحاق بمرحلتي الروضة والتمهيدي ...
وغالباً ما تكون هذه المشكلة في المرحلة العمرية مابين (5 – 7 ) وقد تستمر إلى سن العاشرة .

أولاً: أعــــراض الخـــوف من المدرســة :

تمـــر أعراض هذه المشكلة بثــلاث مراحل : :
- في البيـــــــــت
- أثناء الذهاب إلى المدرسة .
- عند دخول المدرسة أو الفصل .

وتتسم أعراض هذه الحالة بما يلي :
(1) القلق والخوف المصحوب بالبكاء.
(2) التمنع الشديد من الذهاب إلى المدرسة .
(3) شحوب اللون وتصبب العرق وبرودة الأطراف .
(4) الشعور بالصداع وآلاماً في النظر .
(5) التقيؤ والإسهال والتبول والغثيان .

لاحظي أن هذه الأعراض تزداد حدة وتوتراً كلما انتقل التلميذ من مرحلة إلى المرحلة التي تليها من المراحل الآنفة الذكر ... وقد يقلق بعض الآباء عند رؤيته لابنه وهو على هذه الحالة مما يجعله يبادر به إلى أقرب طبيب معتقداً أن هذه الأعراض دلائل على وجود مرض عضوي يعاني منه وهذا خلاف الصحيح إذ إن هذه الأعراض الجسمية غالباً ليس لها سبب عضوي بدليل أنها تزول بمجرد عودة الطفل إلى البيت.

- ومن الأعراض أيضاً مالوحظ على بعضهم من الانطواء عن زملائه وعدم قدرته على التكيف الاجتماعي في محيط المدرسة ، وفقد الثقة في نفسه وشعوره بعدم قدرته على تحمل المسؤولية وشدة تعلقه بوالديـه.

اسبــاب وطــرق حــل مشكلـــة خــوف الاطفــــال من المدرســــة

ثانياً : أسبــاب الخـــوف من المدرســة :
يكتسب الطفل الخوف من المدرسة من خلال :

- أسلوب التنشئة الاجتماعية التي يتلقاهافي البيت أو المدرسة
- من خلال الإعلام المرئي.
- أي مؤثر آخر كالظروف الطارئة التي تحدث في البيت أو المدرسة .

وعليه فإن المختصين يرجعون نشوء هذه الحالة إلى الأسباب الآتية :

(1) التدليل والعناية المفرطة:
فقد يمنح الآباء والأمهات الطفل خلال سنين عمرها الأولى(2-6)سنوات ،جواً من العناية والحماية الزائدة والدلال المفرط بشكل يجعله يفقد الثقة في نفسه ولايستطيع أن يتكيف مع بيئة أخرى غير مجتمع أسرته وذلك بسبب المعاملة الوالدية الخاطئة في تنشئته .

(2) المولود الجديد:
قد يصادف التحاق الطفل بالمدرسة قدوم مولود جديد مما يولد لديه الغيرة التي تجعله يتشبث بالبيت ويكره الذهاب للمدرسة التي تحرمه من منافسة أخيه من حنان أمه وعنايتها .

(3) رد الفعل تجاه موقف سابق:
وقد يعود السبب إلى رد فعل عكسي تجاه موقف سابق مثل غياب أحد والديه فجأة بسبب سفر أو مرض مما يجعله يعتقد أن ذهابه للمدرسة سوف يفقده أحد والديه .

(4) المواقف الطارئة داخل المدرسة:
كأن يتعرض الطفل لمعاملة قاسية سواء كانت من التلاميذ الذين يكبرونه سناً أومن معلميه مثل ( الضرب ، التخويف ، الصراخ ) .

(5) الخلافات الزوجية:
شعور الطفل بأن هناك مشاجرات وخلافات بين والديه يجعله منزعجاً وخائفاً أن ترك البيت وذهب للمدرسة معتقداً أن مصيبة قد تلحق بالأم أو الأب أو أن مكروهاً قد يلحق به نتيجة بعده عن والديه .

(6) التحاقه بالمدرسة قبل سن السادسة:
إن من شأن التحاق الطفل بالمدرسة قبل أن يتوفر لديه العمر الزمني المناسب والنضج الجسمي والفكري الملائم والنمو الحركي والاوراكي والعقلي والانفعالي واللغوي والاجتماعي المتوافق مع المرحلة التي سيلتحق بها .
إن من شأن ذلك أن يؤدي إلى عدم قدرته على التكيف مع مجتمع المدرسة وحدوث مشكلات مثل :(الاتكالية –الخجل – الانطواء )...

(7) عدم توافر الكوادر المؤهلة للتعامل مع هذه الفئة:
إن عدم إدراك بعض المعلمين ومن في حكمهم لخصائص التلاميذ المستجدين الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية أسهم بشكل كبير في عدم تقبل هذه الفئة من التلاميذ للبيئة التربوية الجديدة ومن الأمثلة :
• مدير يضرب التلميذ المستجد أوأي تلميذ.
• معلم يضرب تلميذ ويتهدده لأي سبب.
• ملاحظ يصرخ على التلاميذ أثناء الفسح.
• جهورية الصوت لدى بعض المعلمـين .

(8) عدم التمهيد والتوطئة قبل دخول التلميذ المدرسة:
حيث يضع ولي الأمر أبنه أمام تجربته التربوية الجديدة دون تمهيد تهيئة فيفاجأ التلميذ بخبرات جديدة عليه ليس لديه أي معلومة عنها فيكون الرد هنا: رفض المدرسة ، ويدخل في ذلك أيضاً عدم تطبيق بعض المدارس لبرنامج الأسبوع التمهيدي أو تطبيقه بصورة مخلة ومهزوزة وغير محققة للأهداف المرجوة منه .

اسبــاب وطــرق حــل مشكلـــة خــوف الاطفــــال من المدرســــة

ثالثاً: علاج الخــوف من المدرســة

بما أن الخوف من المدرسة سلوك مكتسب يتلقاه التلميذ من خلال التنشئة الاجتماعية الخاطئة وكذلك الأمر بالنسبة لحبه إياها فبالإمكان أن نكسبه حب المدرسة من خلال تنشئته تنشئة صحيحة تكون لديه نظرة إيجابية تجاه المدرسة فينقلب عندئذ الخوف من المدرسة أمناً وطمأنينة وحباً لها .

وتشترك الأسرة والمدرسة في علاج هذه الحالة على النحو الآتي:

1- محاولة اكتشاف الحالة في وقت مبكر يساعد في علاجها والتأخر يزيد من تعقدها وتعمقها .

2- التخلي عن الحماية المفرطة الممنوحة للطفل تدريجياً وتنشئته على الاعتماد على نفسه ومواجهة الآخرين والتعامل معهم وتشجيعه على الاختلاط بأصدقائه .

3- سلوك مبدأ الحوار مع الطفل من حيث تقبل مشكلته والأسباب التي يبديها ويبرر بها رفضه للمدرسة والإصغاء إليه جيداً والإجابة عليها بأسلوب منطقي يتناسب مع قـدرات الطفـل.

4- التخفيف التدريجي لمشاعر الخوف والرهبة المتعمقة في نفس الطفل الخواف من خلال تطبيق البرامج التربوية ويراعى فيها أن تصاغ بأسلوب تربوي يبعث في نفس الطفل الطمأنينة والألفة .

5- إعطاء الطفل الخواف الوقت الكافي لكي يعدل سلوكه وعم استباق الزمن لمعرفة النتائج على حساب مصلحة الطفل وان يتحلى التربوي المسؤول أو ولي الأمر بالحلم والأناة حتى ولو أدى ذلك إلى التخلف عن بعض الدروس في سبيل إكسابه محبة المدرسة ويمكن تعويضه الدروس التي فاتته عن طريق البيـت .

6- في حالة قدوم مولود جديد يجب أن يراعي الوالدان نفسية الطفل وأن يستمران في منحه الرعاية والاهتمام وألا يصرفا جل وقتهما للمولود الجديد لئلا يبعث ذلك في نفسه الغيرة منه ويتباطأ عن الذهاب إلى المدرسة .

7- عمل لوحة النجوم في المدرسة والمنزل وهي عبارة عن لوحة مجدولة موضح فيها الأيام الدراسية وتحت كل يوم عدة حقول وتوضع نجمة لاصقة أو مخطوطة عند الأيام التي يحضر فيها الطفل للمدرسة ومكافأته على ذلك وياحبذا لو قام الطفل نفسه بوضع هذه النجوم حفزاً له على منافسة أقرانه والحضور لليوم التالي لتكرار العملية.

8- إثارة حب المدرسة في نفس التلميذ عن طريق الأشياء المحببة إليه مثل اللعب وأدوات الترفيه المختلفةوخصوصاًفي الأسبوع الأول.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق